مخاوف من اختراق حملة السكينة إلكترونيا من القاعدة
أطلقت بالسعودية مؤخرا حملة على شبكة الإنترنت أطلق عليها اسم "التجنيد الحميد" لمناهضة ومحاربة أفكار تنظيم القاعدة.
وتسعى هذه المبادرة التي أطلقتها "حملة السكينة" لزرع عناصر لمواجهة ما سمتها الأفكار المتشددة بين العائلات والمواقع الإلكترونية والجامعات والمدارس داخل وخارج السعودية، بأسلوب يماثل ذلك الذي تستعمله القاعدة في "تجنيد العملاء والعناصر".
وقال المدير العام لحملة السكينة بالسعودية الشيخ عبد المنعم المشوح إن الحملة قامت بسلسلة من الإجراءات التي وصفها بـ"الاستباقية" في محاولة جادة لمنع أي اختراق من قبل القاعدة.
وأوضح المشوح أن "من يدير مسار الحملة ليسوا المتطوعين المشاركين فيها، بل إدارة السكينة ذاتها عبر دليل إرشادي يعطى للمتطوعين، حسب مسار أي متطوع من حيث وجوده في الجامعة أو سلك التعليم العام أو التجمعات النسائية وغيرها".
ويطلب من المتطوع في إطار إجراءات للتحصين الأمني "تسجيل بياناته الأساسية وأرقام الهواتف النقالة والأرضية ومقر عمله، ليتم التأكد بعدها من أصول بياناته من عدد من المؤسسات غير الأمنية من الجهات التي تتعاون مع الحملة في البلدان العربية والإسلامية".
دور إرشادي
وفي هذا الإطار شدد المشوح على أن الحملة غير معنية إطلاقا بالرصد الأمني الاستخباراتي، بقدر ما تقوم –حسب قوله- بالدور التوعوي الإرشادي.وكشف أن عدد المشاركين في الحملة خلال الأسبوع الأول بلغ 120 متطوعا من الجنسين من مختلف الدول العربية، متوقعا زيادة كبيرة في عدد المشاركين في الحملة.
وربط المشوح بين أهداف حملة "التجنيد الحميد" وبين ما أعلنته الإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية السعودية من عودة ما يقارب 20% من الذين خضعوا لبرنامج "المناصحة" إلى فكر القاعدة المتشدد، حسب وصف الداخلية السعودية.
وقال إن الحملة تستهدف أيضا "المستفيدين من برنامج المناصحة ومتابعتهم في مرحلة ما بعد الخروج".
يذكر أن حملة السكينة، التي ترعاها وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، انطلقت عام 2004 لمحاربة تنظيم القاعدة فكريا عبر المواقع والمنتديات الإلكترونية بعد عام واحد من إعلان القاعدة استهداف السعودية بسلسلة من العمليات المسلحة في العام 2003.
وتهدف الحملة –حسب موقعها الرسمي- إلى تدريب مجموعة من المحاورين على "كشف الشبهات ونشر المفاهيم الصحيحة حول الإسلام".
تخطيط إستراتيجي
لكن مدير الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في جدة الدكتور أنور بن ماجد عشقي قال إن "هناك عدة محاذير من استخدام حملة السكينة أسلوب تجنيد العملاء الإيجابيين، أهمها الاستسلام لأسلوب القاعدة في تجنيد العناصر لخدمة أجندته، حيث ينبغي أن نبتكر أساليب أخرى"، في إشارة منه إلى سهولة اختراقه من قبل القاعدة.
وأضاف عشقي في حديث للجزيرة نت "يجب على المشروع أن يتحرك ضمن خطة إستراتيجية شاملة ومتكاملة، وإلا ستكون مثل هذه الحملات غير موفقة في مجابهة فكر الجماعات المسلحة التي تنشط بين فئة الشباب والنساء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق